فى العصافير التى على الشجر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

April 27th, 2012

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خالد البرى




تقليدا للعقاد فى سعيه للوصول إلى مفتاح الشخصيات التى كتب عنها عبقرياته،

حاولت تخيل مفتاح «القصور» فى الشخصية المصرية. ما الذى يجمع بين الشخص الذى يسد التقاطع بسيارته

رغم أنه سيضر القادمين من الاتجاه العمودى ولن يستفيد،

وبين الشخص الذى يؤيد خطوة سياسية لن تفيده وإنما ستضر آخرين؟



لماذا لا يدرك هذا وذاك أنهما متضرران على المدى البعيد، متضرران بالمبدأ الذى أرسياه، أو أهملاه؟

سواء لأن أحدهما سيأتى يوما من الاتجاه «العمودى»،

أو لأنه سيظهر قريبا فى صورة السياسى الانتهازى الذى يفعل ما كان ينهى عنه.



لماذا لم ير الإخوان فى الإعلان الدستورى كل مثالبه التى نعك فيها حتى اليوم، ولم يروا إلا حسنة التسريع بالانتخابات؟

لماذا لم يروا صف الزحام المرورى الذى سيعيقهم عن الحركة ولم يروا إلا حسنة الانتقال بضع خطوات بالسيارة إلى الأمام؟



لماذا لا يفكر الصنايعى الذى يأتى إلى بيتك بعد أسابيع من المواعيد المضروبة، ثم يؤدى عمله من «قفا إيده»،

أنه سيخسر زبونا، وسيخسر سمعته كحرفى، وأن ذلك سيؤثر عليه فى المستقبل؟



لماذا لم ير من دافع عن قانون العزل فى آخر لحظة بدعوى «الشرعية الثورية» -بعد أشهر من التأكيد على شرعية الصناديق فقط-

أنه يناقض نفسه، وأنه يوحى إلى الناس بأنه لم يختلف عمن سبقه فى تفصيل القوانين على المقاس؟

لماذا لم ير أن الثوب يبلى ويبقى المقص، وأن الرداء الآن على مقاس شخص واحد بينما المقص يصلح لكل الأيدى؟



مرد كل هذا -من وجهة نظرى المتواضعة- هو قصر النظر. وهو أبرز علامات العقل غير المركب،

الذى لا يستطيع إجراء مناظرة داخلية، جدال، بينه وبين نفسه قبل أن يتصرف. بل يفضل أن يأكل «عسكرى» الآن،

حتى لو فتح الطريق للهجوم على الملك. يقولون لك إن عصفورا فى اليد خير من عشرة على الشجرة. وهذا صحيح.

لكن عصفورا على الفرع القريب ليس أفضل أبدا من عشرة عصافير على فرع أبعد.

فرصة حصولك على أكثر من عصفور من بين العشرة أكبر كثيرا من فرصة حصولك على العصفور الوحيد.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]