droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: الطبيخ التركى.. والشموخ الثلاثاء 17 أبريل 2012, 10:53 pm | |
| April 17th, 2012 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسامة غريب كلما زرت تركيا وجدت فيها ما يلفت الانتباه ويدعو إلى الإعجاب. وفى الحقيقة لا أستطيع أن أعجب بها مرة واحدة وينتهى الأمر، إنما فى كل خطوة أخطوها أجد فكرة تستحق التأمل وتدفع إلى الكتابة. على سبيل المثال لا يمكننى تجاهل الطعام التركى الشهى الذى يحيط بالزائر من جميع الجهات فى مطاعم كائنة بكل ركن من أركان المدن كبيرها وصغيرها والقرى صغيرها وأكثرها صغرا. ما يلفت انتباه زائر مثلى للطعام التركى هو أنه نفس الطبيخ الذى عشنا عمرنا كله بمصر لا نعرف سواه.. هو نفس طبيخ أمى وجدتى وأمك وجدتك. تستطيع أن ترى فى فاترينات المطاعم حلل الفاصوليا والبامية والبطاطس والمحشى بأنواعه، ويمكنك أن تطالع أسياخ الكفتة المشوية وصوانى المكرونة بالبشاميل والكفتة بالبطاطس الغاطسة فى الدمعة والأرز بالشعرية وكباب الحلة والكشك وشوربة العدس. كل هذا الطبيخ الذى هو نفسه طبيخنا وأكلنا الذى أخذناه عن الأتراك عندما كنا جزءا من الدولة العثمانية لنحو أربعة قرون، تجده معروضا فى أفخم مطاعم إسطنبول وسائر المدن التركية بكل فخر وشموخ وكبرياء. ويهمنى تأكيد مسألة الشموخ والكبرياء هذه لأننا فى مصر نتعامل مع نفس المطبخ الذى يعد أكثر ثراء بعد أن أضفنا إليه الكشرى والفول والملوخية والكوارع ولحمة الرأس.. نتعامل معه بخجل حتى نكاد ننكره ونتبرأ منه. ودليلى على هذا أنك لا تكاد تجد مطعما محترما يقدم الأصناف السالفة فى أحياء القاهرة الراقية، وإنما تجد مطاعم البيتزا الإيطالية ومطاعم الفيليه والاستيك الفرنسى ومطاعم الوجبات السريعة الأمريكية وأضيفت إليها مطاعم الكبسة والمكبوس والمندى والمضبى لإرضاء الذوق الخليجى، مع التجاهل التام للمطبخ المصرى بمأكولاته الشهية التى نجح الأتراك فى جعلها عامل جذب سياحى يبهر الزوار من كل بلاد العالم. ويستطيع الزائر لتركيا أن يلمس هذا عندما يرى السياح يقفون على الرصيف خارج أحد المطاعم لأخذ صور فوتوغرافية وأفلام فيديو للواجهة الزجاجية وخلفها الصوانى الفوَّاحة والطواجن ذات الضَوع والأوانى التى يتصاعد منها البخار، وكلها لا تحتوى على سحر نجهله أو أصناف غابت عنا تركيبتها، وإنما هى عبارة عن طبيخ عادى من الذى تعرفه كل البيوت المصرية. ويثير فى نفسى الأسى تعاملنا باستهانة مع مطبخنا الجميل، لدرجة أنك لا تجد مأكولاته إلا فى الأحياء الشعبية والفقيرة، ولا تجد زبائنه إلا بين العمال والصنايعية الذين يتناولون غداءهم فى أثناء راحة الظهر خارج البيت. وفى الحقيقة أن الفرق بيننا وبين الأتراك فى هذا الشأن يمكن إرجاعه إلى الثقة بالذات وبذور العظمة العثمانلى المزروعة فى نفوس الناس العاديين هناك، وإدراكهم أن تراثهم الثقافى ومن بينه مطبخهم يستحق الاحتفاء والتباهى لا التوارى والاختباء. وربما أن لافتات شوارعهم التى تقتصر على اللغة التركية وصعوبة العثور على من يفهم الإنجليزية تفسر أن المواطن التركى هو الأصل والأساس، وأن التراث التركى والثقافة والتعليم ورصف الطرق وتنظيف الشوارع والطبيخ الشهى إنما هى أشياء موجودة أصلا لإسعاد المواطن التركى، ويمكن للسائح الأجنبى أن يحظى بميزة أو أكثر مما يخص الأتراك فى أثناء زيارته لبلادهم. يتبــــــــــــــع | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رد: الطبيخ التركى.. والشموخ الثلاثاء 17 أبريل 2012, 10:55 pm | |
| أما مصر فى عصر الوكسة فيمكن لمن شاهد فيلم «الطريق إلى الهند» أن يفهم سيكولوجيتها. وهذا الفيلم على ما أظن هو آخر أفلام المخرج «ديفيد لين» الذى قدم عمر الشريف فى «لورانس العرب» و«دكتور زيفاجو» وهو أيضا مخرج «ابنة رايان» وغيره من أفلام الإنتاج الكبير. بطل الفيلم طبيب هندى مرموق، متعلم على الطريقة الغربية فى زمن الاحتلال البريطانى للهند، ينتمى بقلبه وروحه إلى الإنجليز، اكتسب منهم أصول التعامل الراقى وأصبح يتخذ أصدقاءه من بينهم ويتعاطى معهم باعتباره واحدا منهم، لدرجة تشعرك أنه يتمنى فى لا وعيه لو تخلص من هنديته ليصير إنجليزيا مثلهم تماما. المأساة تحدث عند أول احتكاك حقيقى ليكتشف الحقيقة المؤلمة وهى أنه لا يساوى عندهم شيئا، فهو مجرد هندى يسهل التضحية به، وهذا طبعا لأنهم يرونه لا يدانيهم فى المستوى حتى لو كان طبيبا متميزا يجيد الإنجليزية أفضل منهم! يفهم الطبيب متأخرا أن عزّه وفخاره الحقيقيين يكمنان فى انتمائه إلى أمته وانتسابه إلى بنى وطنه الذين لن ينكروه ولن يعاملوه بغلظة ولن يلقى منهم سوى التقدير والاحترام. نحن أيضا نتصرف مع مطبخنا مثل الطبيب الهندى، وتنظر إليه الطبقة المتوسطة المتطلعة للصعود باعتباره أكلا بلديا يقل فى المستوى عن أكل المطاعم الراقية ولا يصح تناوله خارج البيت، إنما ينبغى الذهاب إلى المطعم الصينى والمطعم المكسيكى.. ومن الغريب أن منهم من ينظر إلى محلات «ومبى» و«كنتاكى» و«ماكدونالد» باعتبارها مطاعم راقية على الرغم من كونها مطاعم الفواعلية والغلابة وعمال التراحيل فى الخارج! ولو كنا نمتلك الثقة بالنفس، إذن لتخلصنا من حالة الانسحاق التى نحياها وعرضنا طبيخنا فى واجهات المحلات، وجعلنا منه عاملا إضافيا من عوامل الجذب السياحى، إلى جانب آثار الفراعنة التى سرق الرئيس المخلوع معظمها وشاركه سرقتها مسؤولون فى الآثار يرتدون البرانيط مثل الطبيب الهندى المغفل!
| |
|
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: الطبيخ التركى.. والشموخ الخميس 19 أبريل 2012, 8:28 pm | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رد: الطبيخ التركى.. والشموخ الجمعة 20 أبريل 2012, 11:10 pm | |
| | |
|