[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حين تختلف الأحلام
بقلم: فاروق جويدةقالت: اختلفت أحلامنا.. احلم بشتاء مجنون عاصف وانت تحلم بربيع لا يجيء.. وربما لن يجيء لأن كل شيء تغير حتي الفصول تغيرت..
احلم برجل لا يحسب الأشياء ويعطي عقله إجازة وهو معي.. وانت رجل ضيعتك
الحكمة وافسدك العقل.. احلم بلحظة اعيشها حتي لو إنتهت بعد دقيقة وان تنظر
بعيدا في المطلق ولا يكفيك العمر وليس اللحظات.. إنه الفرق بين أجيال كانت
تعيش مع صوت ام كلثوم بالساعات ولا تشعر بالملل وأجيال أخري تريد ان تعيش
الف عمر في لحظة..
قلت: اختلاف الأعمار لا يعني أبدا اختلاف الأحلام ولكن الخلاف الحقيقي في
موقف الإنسان من الحياة وهل هي رحلة عبثية نقضيها دون أن نفكر ام انها رحلة
وجود ومسئولية.. ما أكثر العابرين الذين لم يتركوا شيئا خلفهم ولكن بعض
الناس لا تسعدهم الأشياء العابرة, إنهم لا يحبون الكون بلا ملامح.. ولا
يحبون الحياة بلا دور.. وإذا كان البعض يمضي دون ان يترك علامة فإن هناك من
يصر علي ان يشارك الآخرين أعمارهم.. ماهو الخلود.. إنه يعني أن يتجاوز
الإنسان عمره الزمني ليشارك الآخرين أعمارهم ولن يتحقق له ذلك إلا إذا ترك
لهم شيئا يحرصون علي وجوده لإنه يستحق البقاء.البعض يترك مالا كثيرا وأرصده
في البنوك..والبعض يترك أدوارا شغلت الناس ولكنها بلا قيمة وتحسب عليه ولا
تحسب له..وهناك من ترك القيمة وهي تعني ان نترك للناس فكرا أو إحساسا أو
مواقف جعلتهم أكثر وعيا وفهما ورقيا.. لماذا عاشت الأديان السماوية الآف
السنين في أعماق البشر لأنها رسمت لهم طريقا في الأخلاق والسلوك وجسدت
منظومة من القيم.. وهناك ايضا المبدعون والمفكرون والفنانون العظام الذين
عاشوا في وجدان البشرية حيث يجد الإنسان لديهم إجابات كثيرة وإحساسا
بالأمان. انت تبحثين عن لحظة عابرة هي العمر عندك وانا ابحث عن لحظة باقية
تتجاوز حدود الزمن والأشياء..
قالت: هذا يعني اننا لن نلتقي.. قلت انت تريدين شتاء عاصفا مجنونا.. وأنا
أريد شجرة وديعة استريح تحت ظلالها بعض الوقت و اكمل الرحلة ولهذا اختلفت
أحلامنا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]