[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مرضى الإيدز يخرجون عن صمتهم: نحن ممنوعون
من العلاج بمستشفيات الحكومة.. والأطباء يرفضون التعامل معنا.. ونعانى نقص
الأدوية .. وغير مسموح لنا بالحصول على نتائج تحاليلنا إلا "شفهياً" الجمعة، 23 مارس 2012 - 01:12
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د.فؤاد النواوى وزير الصحة
كتبت دانة الحديدى
"نحن لا نريد شفقة من أحد، ولكن كل ما نحتاجه هو أن نعيش بكرامة،
وأن يتم الحفاظ على أبسط حقوقنا كبشر، هذا ما أكده 7 من المرضى المتعايشين
مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، الإيدز، والذين التقاهم "اليوم السابع"، فى
محاولة منهم الخروج من عزلة طويلة أجبرهم المجتمع عليها للبوح بمشاكلهم
وما يلاقونه من معاملة غير إنسانية وحرمان من أبسط حقوقهم، على رأسها حقهم
فى العلاج لمجرد أنهم مرضى بـ"الإيدز".
"ع.ج" أحد المرضى، أكد أن أول مشكلة تواجه أى متعايش مع فيروس "الإيدز"، هى
أنه بمجرد اكتشاف إصابته بالمرض يمنع تماماً من دخول أى مستشفى عام، مهما
كانت المشكلة الصحية التى يعانى منها، ولا يسمح له سوى بدخول مستشفى
الحميات فقط، على سبيل المثال أعرف بعض المرضى الذين أصيبوا بكسور أو حالات
الولادة بالنسبة للسيدات الحوامل المصابات بالفيروس، أجبروا على العلاج فى
مستشفيات الحميات، بحيث يتم حجزهم داخل المستشفى وطلب أحد الأطباء من
الخارج لعلاج المريض، وهو أمر فى غاية الصعوبة بسبب رفض الأطباء علاج مرضى
الإيدز، قائلاً أعرف أحد المرضى الذى أصيب بـ"خراج" فى يده، وبسبب رفض
الأطباء الحضور لعلاجه حدث تفاقمت المشكلة مما أدى إلى بتر اليد.
وهنا يستطرد المرضى فى الحديث عن المعاناة التى يلاقوها فى مستشفيات
الحميات، قائلين إنه فى أحد مستشفيات، تم تدريب عدد من والممرضات للعمل فى
قسم "المناعة الخاصة" المخصص لمرضى الإيدز، والذى لا يتوافر سوى فى 4
مستشفيات على مستوى الجمهورية، حتى يتمكنوا من التعامل مع المرضى بشكل
سليم، إلا أنهم فوجئوا بتوزيع هؤلاء الممرضات على أقسام أخرى، وإحضار
ممرضات أخريات رفضن التعامل مع المرضى بأى شكل من الأشكال، لجهلهم الشديد
بالمرض وطرق انتقاله، ولحل تلك المشكلة، قامت المستشفى بإيكال مهمة إعطاء
الأدوية لأحد مرضى الإيدز المقيمين بالقسم، لتمكنه من إعطاء "الحقن"
للآخرين بفعل أنه كان مدمناً سابقاً، مما عرض حياة المرضى الآخرين للخطر.
معاناة المرضى مع مستشفيات الحميات لا تقتصر على رفض الأطباء والتمريض
التعامل معهم، على الرغم من علمهم المفترض بكيفية التعامل مع حامل هذا
الفيروس، إلا أنها تمتد لعدم توافر العلاج الخاص بهم، خاصة للمرضى من
الأطفال، والذين يجب أن يحصلوا على ما يسمى بـ"العلاج الثلاثى"، وهى مجموعة
دوائية خاصة بالأطفال يجب أن يأخذها الطفل الحامل للفيروس فى نفس الوقت،
إلا أن ما يحدث من أكثر من شهر ونصف، هو صرف دواء واحد من تلك المجموعة من
قبل البرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة، المسئول عن صرف الأدوية
الخاصة بمرضى الإيدز المسجلين بالوزارة، وإقناع أهل الطفل أنه يمكن أن يأخذ
هذا الدواء منفرداً حتى تتوافر بقية المجموعة، وهو ما يعد بمثابة كارثة،
لأن عدم تناول الطفل للمجموعة بشكل كامل يؤدى إلى زيادة مناعته ضد الأدوية،
بما يعنى تدهور حالته الصحية، فى الوقت الذى أكدت فيه والدة أحد الأطفال
المرضى، أنه فى بعض الأحيان يصل الأمر إلى صرف العقار بعد انتهاء الصلاحية.
أما أزمة الأدوية لا تقتصر على نقص أدوية الأطفال، بل تصل إلى المرضى من
الكبار، وذلك بتغير الأدوية التى يتم إعطاؤها للمريض كل فترة، وهو ما يتسبب
فى خطورة على حياة المريض بسبب زيادة مناعته من تلك الأدوية، مما يجعلها
تفقد فعالياتها العلاجية بعد فتره، بالإضافة إلى عدم البدء فى صرف العلاج
الخاص بمرضى الإيدز إلا بعد ظهور نتيجة التحليل الذى يحدد مدى احتياج
المريض للأدوية، والمعروف باسم CD4، والتى يمكن أن تتأخر لأسابيع، على
الرغم من ظهور الأعراض الجانبية التى تدل على ضرورة البدء فورًا فى العلاج،
مما أدى إلى وفاة عدد من الحالات لذلك السبب، كذلك نقص أدوية ما يسمى
بـ"الأمراض الانتهازية"، وهى بعض الأمراض البسيطة التى يصاب بها مرضى
الإيدز نتيجة نقص المناعة لديهم.
ومن ضمن الأزمات التى يعانى منها المتعايشين مع فيروس الإيدز، تأتى أزمة
عدم تمكنهم من إجراء التحاليل الضرورية لمتابعة وضعهم الصحى، مثل تحليل CD4
viral load وتحليل الحمل الفيروسى لسبين أولهما أن الأجهزة تتواجد
بمحافظتى القاهرة والإسكندرية فقط، مما يتسبب فى مشقة للمرضى الذين يضطرون
للسفر من محافظة إلى أخرى لإجراء التحاليل.
والسبب الثانى هى نقص المواد المستخدمة لإجراء التحاليل، مما يتسبب فى وقف
إجراء التحاليل لفترات كثيرة، فى الوقت الذى أكد المرضى فيه أنهم لا يحصلون
على نتائج مكتوبة للتحاليل، بل يتم إعطائها لهم بشكل شفهى، دون معرفة سبب
منعهم من الحصول على نتيجة التحليل كاملة، وتقول "ن.أ" متعايشة مع الفيروس
وأم لطفلين أنها وضعت طفلها الثانى منذ 5 أشهر وحتى الآن لا تعلم إن كان
حامل للفيروس أم لا، فى الوقت الذى لا يمكنها فيه إجراء التحليل فى معمل
خاص، بسبب تكلفته المرتفعة التى تصل إلى 2500 جنيه.
وتكمل "ن.أ" معاناتها كأم متعايشة مع فيروس الأيدز، وذلك بعد رفض عدد كبير
من الأطباء إجراء عملية ولادة قيصرية لها بسبب علمهم بحملها للفيروس، فى
الوقت الذى لا يمكن فيه أن تلد بشكل طبيعى حتى لا تنتقل العدوى للطفل أثناء
الولادة، قائله أنها بصعوبة وجد طبيب وافق على إجراء العملية لها، إلا أنه
تراجع فى أخر لحظة بسبب رفض المستشفى التى كانت ستجرى بها العملية
استقبالها، مما اضطرها للبحث عن طبيب آخر وافق على إجراء العملية لها دون
إبلاغ المستشفى، وأضافت أن تلك المعاناة أصابتها بحالة نفسية سيئة أثرت على
أبنائها فيما بعد.
وطالب المرضى بإعلان تفاصيل دقيقة حول المنحة التى أعطاها الصندوق الدولى
لمكافحة السل والايدز والملاريا، لمصر لعلاج المتعايشين مع فيروس الايدز،
والتى من مقرر انتهائها نهاية العام الحالى 2012، خاصة فى ظل عدم صرف كافة
الأدوية المستحقة للمرضى، كذلك إعداد دراسة واضحة من قبل وزارة الصحة توضح
الآلية التى ستوفر بها الأدوية للمرضى بعد انتهاء فترة المنحة، وإشراك
ممثلين منتخبين عن المتعايشين من المرضى فى التخطيط لفعاليات البرنامج
الوطنى لمكافحة الإيدز ومتابعته فنياً ومالياً، وفتح أقسام بعدد كاف من
المستشفيات العامة على مستوى الجمهورية للتعامل مع مرضى الإيدز فى التخصصات
الأخرى مثل الجراحة والعظام والنساء، وعلى أن يتم تدريب فريق طبى بها على
التعامل مع هؤلاء المرضى.