كيف نساعده على تقبّل النظام المدرسي؟
نقول له بكل وضوح: «نعرف أنّك تفكّر بشكل مختلف ونحن نقبل ذلك، لكنّ النظام المدرسي مختلف عن نظامك ونطلب منك فهمه واحترامه» نضيف (لتكون الرسالة واضحة ومقبولة) «يمكنك الاحتفاظ بنظام تفكيرك، لكن عليك فهم النظام المدرسي والعمل على تأمين مقوّمات نجاحك المدرسي انطلاقًا من قدرات الذكاء التي تمتكلها».
وفي المنزل، تتّخذ هذه المشاركة كل معناها إذ، على الأهل تعلّم كيفيّة الدخول إلى شكل التفكير عند طفلهم، سيكتشفون - وهذا ما سيفاجئهم - عالمًا يساعدهم على التواصل معه بشكل أفضل وعلى فهمه، لأن اقتراح المشاركة والتقاسم عليه يعني، بالنسبة إلى هذا الطفل، الاهتمام به ومنح الأهميّة لنمط تفكيره: وهذا ما سيثير الفرح بداخله.
هذا ومن الضروري تكييف تربية ملائمة له، تربية تعتمد استعادة نمط ديناميكيته كمحور لها لأن الصعوبات التي يجدها
الطفل الموهوب ترتبط خصوصًا بأشكال التعلّم عنده، فحشريّته للحصول على معلومات جديدة تبلغ حد عدم الصبر، لكن ليس تحت الشكل المقترح من قبل المدرسة البعيد كل البعد عن طريقته في التعلّم بل لأنماط تعلّم تكون متكيّفة مع خصائص وظائفيته الفريدة. يشكّل اعتماد تقنيّة السلّم التنازلي مع
الطفل الموهوب ، مثلاً، أحد أنماط هذا التعلم: قد يبدأ التعلم بشكل معاكس لذلك المميّز للطفل العادي (ننزل السلّم بدلاً من صعوده «بدء الكتاب من آخره» أي بدء السنة بالمقلوب وبآخر أمثولة في البرنامج، فهو يحتاج إلى مواجهة التعقيد كي يحرّك موارده الفكرية وينخرط في عمليات التعلّم المقترحة عليه..).
وحاجته الدائمة إلى شرح المعنى والهدف من التعلّم: لمَ القيام بذلك؟ بم يخدم؟ بم سيفيدني؟ تعتبر بمنزلة تقنية أساسية تكمل أيًا من التقنيات التي قد تُستخدم معه إذ، لا يمكن للطفل الموهوب تعلّم شيء إن لم يحدد له المعنى بشكل واضح، كما لا يمكنه تقبل قانون المدرسة إن لم توضّح له القواعد والهدف.
والأهم بالنسبة لتحديد الأهداف التربوية للطفل الموهوب أنه يساهم في تنمية الدافع لديه للنجاح إذ، ليكون هناك دافع لابد من وجود هدف واضح ودقيق: بم أرغب؟ ولم أرغب بذلك؟ ماذا سيؤمن لي؟ ودون دافع، لا وجود لأي تعلّم (تتّفق مختلف الدراسات الحديثة على ذلك).
مميزات مشتركة
- ليس هناك مؤشرات خاصة يعني وجودها عند الطفل إمكان القيام بتشخيص أكيد.
هناك بعض المؤشرات التي تساعد المربّي على بدء التشخيص تمهيدًا لاستكماله:
في الطفولة الأولى، يلاحظ عادة بعض المظاهر المبكرة في النمو وفي بعض عمليّات التعلّم.
- صلابة (يرفع الطفل رأسه بسرعة، يجلس بشكل مبكر)، نظرة ثاقبة منذ الأسابيع الأولى (يبدو الطفل وكأنه يلاحظ العالم وبيئته، بانتباه مزعج أحيانًا)، قلة النوم (يبدو أنّ حاجة الموهوبين للنوم هي أقل منها عند الأطفال الآخرين). ظهور اللغة بشكل مبكر وجيّد دون مرحلة ما قبل اللغة يتملكنا الإحساس بأن الطفل كان ينتظر استكمال معرفته للتكلّم بشكل جيد كي ينطلق بالكلام. هذا ما يقوله الأهل غالبًا، كما يلفت المعجم وغنى اللغة المستخدمة الانتباه عندهم. (يستخدم الطفل الكلمة وبمحلّها). استخدام القدرة على ضبط اللغة للانخراط باستكشاف العالم (فمنذ الكلمات الأولى تدخل الأسئلة: لماذا؟ وكيف؟ على الخط وتبقى طيلة الحياة).
في السن ما قبل المدرسي، هناك أسئلة لا تنتهي (يريد الطفل أن يعرف، يفهم ويكتشف قوانين وظائفية العالم، وبشكل خاص حدود الحياة والموت: من أين نأتي؟ لم نحن موجودون؟ كيف كانت البداية في الحياة؟ وكيف خُلق العالم؟ وبعد الموت، ماذا هناك)؟ عدم الاكتفاء أبدًا بإجابات مبهمة، غير كافية أو غير دقيقة: يشبه هذا الطفل عالما (باحثا) يبقى يبحث ويبحث مادام لم يعرف الجواب المشبع لحشريته، ويستتبع استقصاءه. وبما أن الجواب الوافي نادرًا ما يأتي، فإنه يكمل استقصاءه ما أن يستيقظ حتى يبدأ غزوه للعالم الذي لا يتوقف إلا عند النوم (يتعب الآخرون لا هو)، رغبة في التعلّم لغزو العالم، لابد من توافر أدوات، وسائل، لذا، سرعان ما يتطلّب
الطفل الموهوب ما يحتاج إليه منها للتوغل في استكشافاته إذ يود معرفة القراءة، فهم نظام الوقت، تعلّم الأرقام.
ملاحظة: من الضروري بمكان عدم كبحه.. فالطفل الذي يود التعلّم والحشري تجاه عمليّات تعلّم جديدة، يجب أن يتم الاستماع إليه وتزويده بالمفاتيح الكفيلة بمساعدته على فك الرموز: لكن، لا يطلَب من الأهل أن يحلّوا مكان المدرسة، بل فقط تأمين ما يحتاج إليه للقيام بذلك.
صدى التربيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]