[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خالد كساب
كان ياما كان.. فى سالف العصر والأوان.. بنت جميله وولد جدع.. الولد كان يعشق البنت عشقا جارفا إلا أنه لا يملك من أمر هذا الحب شيئا..
والبنت كانت تسمع الكثير عن حكايات بطولة هذا الولد مع شلحلجية الحاره المجاوره
إلا أنها لم تفكر فى التحدث إليه بشكل مباشر قبل ذلك.. وظلت الأمور تسير على ذلك المنوال حتى حدث ما حدث..
إستيقظت الحاره فى صبيحة أحد الأيام على صوت جلبه وضوضاء وخناق وزعيق.. هرع الجميع إلى الحاره لمعرفة ما الذى يحدث.. كان الوضع أشبه بقطعه من جهنم.. كان أهل البنت يتعاركون مع فتوة الحاره العجوز الذى لم يتوقف طوال سنين عن مضايقة بنتهم فى الرايحه والجايه.. ظل أهل البنت صابرين عليه حتى فاض بهم الكيل ذات ليله فقرروا تلقينه درسا ليعلم جيدا هو واللى يتشددله أن تلك البنت لها أهل على إستعداد لدفع حياتهم فى سبيل الدفاع عنها.. إشتعلت العركه.. واستدعى الفتوه جميع صبيانه وبلطجيته من جميع أنحاء الحاره لخوض المعركه الحاسمه..
ولأن للقدر حركاته وللدراما إفيهاتها.. فقد كان الولد العاشق من ضمن هؤلاء الصبيان.. ذهب الولد إلى الفتوه ليضع نفسه تحت تصرفه..
أعطاه الفتوه الأوامر.. «تنزل الحاره دلوقت حالا.. تعمل الشويتين بتوعك.. وتثبت المقاطيع دول.. ماهياش ناقصاهم»..
ينصرف الولد وقد بلغت الحيره منه مداها.. ماذا يفعل فى مثل تلك الورطه السودا..
هل يطيع أوامر سيده وفتوته ويخسر قلب الفتاه التى يحبها.. أم يطيع أمر قلبه ويخسر كل حاجه تانيه ؟!
بينما الولد يسير فى الطريق إلى الحاره منهمكا فى التفكير.. فجأه أضاءت لمبة التفكير المحاطه بعصافير بتزقزق فوق دماغه..
فقد طلب منه الفتوه أن يقوم بتثبيت المقاطيع فى الحاره.. لم يعطه أى أوامر محدده.. فقط تثبيتهم..
يعنى الليله كلها شويتين سهوكه على حبتين « أنا جاى أدافع عنكم يا جماعه» بالإضافه إلى القليل من «دا شيطان ودخل بينا».. بس..
كله حيتثبت ويبقى يا دار ما دخلك شر.. وهكذا ذهب الولد إلى أهل البنت.. مد يده لهم بالسلام وأخبرهم أنه معهم وأنه مسؤول عن حمايتهم..
وبينما هو يتحدث معهم ويقوم بتثبيتهم جاءته رساله على الموبايل من الفتوه الكبير يخبره فيها بأن
فى الطريق إليه قافله إمدادات من المؤن والبلطجيه والسنج والجمال والخيول.. قرأ الولد الرساله ليزداد توتره..
ماذا يفعل الآن.. فقد تعقدت الأمور.. وبدأ السحر ينقلب على الساحر.. توتر الولد أكثر بعد أن بدأ أهل البنت يتجهون إليه
ليخبروه بأن عليه أن ينضم إليهم إذا كان صادقا فيما يقول.. نهض الولد بحسم وهو يخبرهم.. «طبعا معاكو»..
وبينما هم متجهون إلى مدخل الحاره.. إنتهز الولد فرصة الدوشه والصخب وأخرج الموبايل من جيبه وهو يتظاهر بأن هناك مكالمه هامه..
إبتعد بالموبايل قليلا.. وعندما تأكد أن أحدا لا يراه.. إنطلق فى الجرى بأقصى ما لديه من سرعه !
من خلف تبه رمليه على حدود الحاره كان الولد يدخن سيجاره وهو يستمع إلى أصوات الصراخ والعركه فى الحاره.. بعد فتره قرر الولد العوده لعمل الشويتين بتوعه.. دخل الحاره ليفاجأ بأن أهل البنت قد لقنوا قافلة البلطجيه درسا لن ينسوه.. إحتضن الولد والد البنت بحب وتعاطف.. «سورى يا جماعه.. كان معايا مكالمه مهمه».. ربت والد الفتاه على كتفه بود وحنان.. «
ولا يهمك يا بنى.. كفايه إنك ما كنتش معاهم وهمه بيهاجمونا.. أنا عارف إنك من صبيان المعلم.. بس وقفتك النهارده مش مع حد دى على دماغنا من فوق».. إحتضن والد البنت الولد وهما يبكيان من فرط التأثر بينما الناس من حولهم يهللون فى فرحه! كان الحصاد الطبيعى لتلك اللحظه العاطفيه قرارا متسرعا من والد البنت بتزويج إبنته للولد الجدع
الذى تكمن جدعنته فى أنه ما وقفش مع حد فى العركه..
وكان الحصاد الطبيعى لذلك القرار المتسرع هو دعوى الطلاق المستعجل
التى رفعتها الفتاه ضد الولد بعد أن إكتشفوا جميعا أنه من أول الحدوته وهو.. بيتسهوك عليهم!
(نشرت تلك الحدوته قبل حوالى أربع أشهر من الآن.. وأعيد نشرها اليوم لإقتراب موعد نظر دعوى الطلاق المستعجل)!