شكر انتخابى لحزب الحرية والعدالة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خالد البـرى

ماذا حدث لو لم يكن حزب الحرية والعدالة موجودا بهذا القدر من التنظيم فى الانتخابات؟ الإجابة واحدة فقط: لاحتل الفلول مكانه.
لم تكن الأحزاب المدنية قادرة على أن تواجه الفلول ولاستطاع هؤلاء أن يحشدوا ناخبيهم بقوة
وأن يستخدموا بلطجيتهم وأن يسيطروا على مجلس الشعب،
إلى جانب حزب النور السلفى، وكله بالقانون. لكن حزب الحرية والعدالة وحده، بما يملك من آلة انتخابية ودعائية وتنظيم حزبى قوى،
كان بمقدوره أن يواجههم وأن يحجّم دورهم وأن يفنّد دعاوى شعبيتهم.
أعلم أن هذه القوة الشعبية والتنظيمية استُخدمت من قبل الإخوان أسوأ استخدام فى رسم المسار الدستورى والقانونى لمرحلة ما بعد الثورة،
وأنها وضعت المجلس العسكرى فوق رقابنا. لكن هذا ليس موضوعنا، فأنا أتحدث عن الانتخابات. الانتخابات فقط،
وبمعزل عما سواها. وبمناسبة الانتخابات هل تعلمين مقولة إن هناك طريقة واحدة لتعلم السباحة٫ أن تسبح؟
هناك أيضا طريقة واحدة لتعلم السياسة، أن تخوض صراعا سياسيا. وطريقة واحدة لتعلم المنافسة الانتخابية، أن تنافس انتخابيا.
مشكلة الأحزاب المصرية أنها تخلط بين المثقف والسياسى،
وأن الحزب من ثم يتحول إلى مكتب يلتقى فيه مجموعة من «المفكرين» لكى يصدروا جريدة أو يصدروا بيانات أو يطلقوا تصريحات.
لا بد أن يكون لكل حزب منظّروه، ومفكّروه، وكتابه، وصحفيوه، هذا مفهوم، لكن العمود الفقرى الحقيقى لأى حزب هو نشطاؤه السياسيون،
آلته القادرة على التأثير والتأثر، وعلى نقل الأفكار فى الاتجاهين، من الحزب إلى الجمهور ومن الجمهور إلى الحزب.
فرؤية الحزب للمستقبل لا تعتمد على الدراسة الأكاديمية التى يتلقاها مثقفوه أو يكتسبونها من قراءتهم،
كما لا تعتمد على الأفكار التى تعجبهم وهى نائمة على صفحات الكتب، فى وضع إغراء ذهنى لا يقاوَم،
إنما يعتمد على التفاعل بين تلك الدراسة واحتياجات الناس، على استخدام تلك الدراسة لتحقيق تطلعات الناس،
وعلى تحوير المعرفة النظرية إلى خطاب يخص حالة مجتمعية بالذات دون غيرها، كطبيب «صحة مجتمع» يفهم المجتمع وموارده ونشاطات أفراده،
وعلى هذا الأساس يصوغ منهجه لتحسين صحة المجتمع ووقايته من الأمراض. بل إن من أسباب نجاح الأحزاب الصراع،
أو إن شئت التفاعل، بين نشطائه ومنظّريه. الجانب الأول يقدّس المقابلات الودية -فرديا وجماهيريا- مع الناس ويسعى إليها، والجانب الثانى يقدّس الأفكار.
نجاح الحزب فى هذا السياق يأتى من تكسير القداستين، وخلطهما وعجنهما وخبزهما، فى منتج مقبول الطعم.
هل تستطيعين أن تسمى حزبا واحدا فى مصر لديه هذه الماكينة؟ نعم، «الحرية والعدالة»، وإلى حد ما حزب النور،
وإن كان الأخير بشكل تطوعى ارتجالى غير محدَّد المعالم. اختلفى بعدها مع حزب الحرية والعدالة فى الروشتة التى يكتبها،
فنّديها، اتهميه بأن صحة المجتمع ستتدهور على يديه، افعلى ما شئت فى هذا الإطار، ذلك حقك السياسى.
لكن، تأكدى أن كل انتقاداتك لا محل لها من الأعراب إن لم تتلقفها ماكينة دعائية تصل إلى الناس بطريقة أو بأخرى،
ثم تعود إليك بردود أفعالهم، بمآخذهم، بالنقاط التى نالت إعجابهم، إلخ.

ولا يعنى هذا أبدا الاستجابة لكل مطلب شعبى،

بل يعنى تفهُّم المطلب الشعبى ثم إعادة إنتاج الحلول بالطريقة التى يراها الحزب.
وهنا الفرق بين الحزب الشعبوى، الذى يردد ما يعجب الناس لكى يحصل على تصفيقهم، وربما أصواتهم فى الانتخابات القريبة،
والحزب «الشاطر» الذى يثق الناس به على المدى البعيد، لأن آراءه تثبت صوابها.

هذا هو الامتحان التالى فى السياسة المصرية. امتحان ما بعد الانتخابات.
أمام أحزاب «المعارضة» فرصة ذهبية لتحسين الأداء وتكوين عمودها الفقرى من النشطاء،
وأمام حزب الأغلبية امتحان الإنجازات فى مقابل التوقعات، وفرصة للتغلب على فقر التنظير الفكرى الذى أصاب الأحزاب الإسلامجية المصرية.
أما شباب الثورة الذين اكتسبوا مهارات التحرك السياسى والتجييش وسيكتسبون مهارات جمع المعلومات وتحليلها،
فلا أشك أنهم سيكونون ساسة هذه الأمة وقادتها قريبا. مهم جدا، رغم ذلك، أن لا تقعى ويقعوا فى فخ الخلط بين انتقاد ممارسات سياسية،
واحتقار السياسة برمتها، هذا طبعا إن كنت تنوين الاشتغال بالسياسة. أما إن كنت «زى حالاتى»، لا طموح لك إليها من قريب ولا من بعيد،
وتتوقين إلى اليوم الذى تعودين فيه إلى ما تحبين، فأهلا وسهلا بك فى النادى.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المدير العام علم بلدك :

اقتباس :: أعلم أن هذه القوة الشعبية والتنظيمية
استُخدمت من قبل الإخوان أسوأ استخدام فى رسم المسار الدستورى والقانونى
لمرحلة ما بعد الثورة،
وأنها وضعت المجلس العسكرى فوق رقابنا. لكن هذا ليس موضوعنا، فأنا أتحدث عن الانتخابات. الانتخابات فقط،

مقاله رائعه حقا فلولا وجود قوه فاعله حقيقيه لنال من شعب مصر العظيم الفلول
وهنا توضيح الفلول والسلفيون وجهان لعملة واحد والحمد لله ان كلاهما مجتمعين لم يحصلا على الاغلبيه
اما بالنسبه الى انهم وضعوا الجيش على رقاب الشعب فهذه مجرد ادعائات وعما قريب سترى ان اكثر فصيل
يكره وجود العسكر هم الاخوان ولكن نصبر الى مابعد يونيو وسنرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

آدى الجمل وآدى الجمًال ! .... وما بعد يونيو ليس بِبعيـد !

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» انشودة من الصعايدة لحزب الحرية والعدالة
» الأعتداء على الدكتور أبو بركة مستشار حزب الحرية والعدالة
» 11 مرشح من حزب الحرية والعدالة
» الحرية والعدالة يؤيد فرض الضريبة العقارية
» رئيس حزب الحرية والعدالة: مصر ستتقدم للأفضل على يد الإسلاميين