إذاعة القرآن الكريم (سابقا) !

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هل اعتدتَ أن تبدأ يومك مبكرا، تستعين على الشقا بالله، وتدير مؤشر الراديو ليستقر على إذاعة القرآن الكريم، فتنساب مع الأثير آيات الذكر الحكيم؟
هل كنت تشعر بالسكينة، وأنت تنصت إلى هذه الإذاعة الروحانية الرصينة فى ما مضى؟
إذا كنت كذلك، فلابد أنك تشعر بنفس الأسى والأسف والغيظ وأنت تشاهد بأم عينيك عملية اغتصاب إذاعتك الحبيبة،
وتحوُّلِها من مصدر للسكينة إلى منصة إطلاق للأذى والألم.

أصل الحكاية أن القائمين على الإذاعة قرروا أن يحولوها من إذاعة «للقرآن الكريم» -كلمات الله الجليلة- إلى إذاعة «للتوجيه السياسى».
وهكذا فبدلا من أن تنعم بالإنصات إلى ترتيل قرآنى كل صباح، سوف تُجبَر على الاستماع إلى برنامج توك شو سياسى فى ثوب دينى
يمتد ساعتين من الثامنة إلى العاشرة من صباح كل يوم، وهى الفترة التى تحقق فيها الإذاعة أعلى معدلات استماع الجمهور،
ممن اعتادوا أن يبدؤوا يومهم بالإنصات إلى آى الذكر الحكيم. ضيوف هذا البرنامج هم مجموعة بعينها من «الضيوف» ممن يقومون بدور المحللين السياسيين.
ولو توقف الأمر عند ذلك لَهَان، ولكن البرنامج -تحقيقا لهدفه المقصود- يفتح بابه على مصراعيه أمام اتصالات هاتفية من «المستمعين»،
وعادة ما يستقبل مكالمات مجموعة معينة من المستمعين، تتشابه تقريبا كل يوم. وهؤلاء لا يسألون فى أمور دينية تخص العبادات أو الأخلاق أو المعاملات،
بل يقدمون تعليقات مطولة على الأحداث السياسية، لا تكاد تختلف عن التعليقات التى كنت تسمعها على التليفزيون المصرى فى أثناء ثورة 25 يناير،
والتى حاولت -بكل ما أوتيت من قدرة على التضليل والخداع- تشويه الثورة والثوار، والدفاع عن نظام مبارك والعادلى وأحمد عز وجمال.

إذا كنت من المغرمين بالتواشيح والابتهالات والأدعية الدينية، ويأخذك صوت النقشبندى فى مناجاته لله إلى ذرى الخشوع والتأمل،
فلا شك أنك ستشعر بالدهشة وأنت تسمع التواشيح الجديدة التى تبثها إذاعة القرآن الكريم.
فالقوات المسلحة، وليس الله عز وجل، هى محور كثير من التواشيح والأدعية والابتهالات التى تُذاع هذه الأيام.
والتى لا يدعو فيها المنشد إلى جنة الخلد، أو تيسير الرزق، أو خشوع النفس،
بل يدعو لنصرة الجيش على أعدائه، وتثبيت أقدام عساكره، وإمدادهم بمددٍ من عنده.

لقد كانت هذه التواشيح والأدعية والابتهالات جزءا من الحرب المعنوية للجيش المصرى فى أثناء معاركه مع العدو الإسرائيلى فى حروب 1956، و1967، و1973.
وكان الهدف منها دفع المصريين للالتفاف وراء جيشهم فى حروبه المقدسة ضد أعداء مصر. ومنذ منتصف السبعينيات حتى أواخر عام 2011،
لم تُذع مثل هذه التواشيح والأدعية على إذاعة القرآن الكريم. فلم تخض مصر حروبا فى ذلك الوقت،
وليست فى حالة حرب مع أى دولة فى الوقت الراهن، ولن تكون فى حالة حرب فى المستقبل القريب، وربما حتى فى المستقبل البعيد.

فما الظروف الاستثنائية التى جعلت إذاعة القرآن الكريم تلجأ إلى برامج الحرب المعنوية المقترنة بالحروب الخارجية فى هذا الوقت بالذات؟

ربما نجد إجابة عن هذا السؤال إذا نظرنا بصورة أوسع إلى وسائل الإعلام الحكومية على مدار الشهور الماضية.

فقد تم تجييش إعلام مصر،

وأصبح السلاح الأساسى الموجه ليس ضد أعداء الخارج ممن يسعون للنيل من الوطن،
ولا أعداء الداخل ممن يحاولون بذر الفتن وإجهاض التغيير واستعادة النظام الفاسد،
بل ضد قلة من الشباب الأطهار ممن نذروا أنفسهم وأرواحهم لهذا البلد، ممن يمثلون ضمير مصر وروحها وعقلها.
فمن فوهات وسائل الإعلام العسكرية الجديدة، تتوالى قذائف التشويه، فتُطلق على الثوار صفات البلطجية،
وعلى من يسعون لمستقبل أفضل مثيرى الفتن، ويُرمَى الشباب الأكثر تضحية ووفاء بتهم العمالة والخيانة.
وفى سياق ذلك تثير رعب المواطن العادى من التغيير، فيعاديه، وتزيد غضبه على دعاة التغيير، فينبذهم.

لقد استطاعت إذاعة القرآن الكريم على مدار عقود طويلة أن تنحت لنفسها مكانة مميزة فى نفس كل مصرى مسلم.
حققت ذلك بشكل أساسى عن طريق الاحتفاظ بدرجة كبيرة نسبيا من الاستقلال، بعيدا عن الهيمنة السياسية المباشرة للحكام المتعاقبين.
لم تتحول إلى أداة فى خدمة الحزب الوطنى أو مشروع التوريث، حين لم تنج كثير من الإذاعات من هذا المصير.
فاستطاعت أن تصمد أمام تقلبات السياسة وتحولاتها، محافظة على رسالتها الدينية بعيدا عن دنس خدمة الحاكم وامتهانه.
لكن هذا للأسف يوشك أن ينقضى، فها هى فى سبيلها لأن تتحول إلى بوق آخر للحكام. فهل يقبل أبناء إذاعة القرآن الكريم من مذيعيها ومحبيها
أن تتحول إذاعتهم من صوت روحانى غايته عزة آى الذكر الحكيم إلى بوق للحكام غايته خدمة سلطانهم وتشويه معارضيهم؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المفروض ان كل قناة إذاعية تقدم دورها المطلوب منها وتترك للمستمع الانصات لما يود سماعه
التطور مطلوب ولكن دون التخلي عن السمة الرئيسية لها .. هذا ما اراه واجباً

مشكووورة نانا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

منتديات هنا جلال التعليمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة
ماما هنا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صحيح أن الدين يتشعب ويدخل فى شتى المجالات .... ولكن بالحق

ليس تجنياً على جهة لصالح جهة أخرى !

وفعلا ماما هنا ... لكل قناة سِمتها الخاصه التى يرغبها مستمعيها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]