بالفيديو.. "اليوم السابع" يرصد احتفالات الإيرانيين باستشهاد الحسين.. إحراق خيمة كبيرة ترمز لآل البيت وأسرهم.. وإيرانيون ينفون وجود "مصحف فاطمة".. ويتمنون زيارة التحرير
احتفالات أسطورية للإيرانيين فى ذكرى استشهاد الحسين
رسالة طهران ـ لؤى على
أقام الإيرانيون مراسم العزاء بيوم العاشر من محرم "عاشوراء"، ذكرى استشهاد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام.
"اليوم السابع" عايش تلك المراسم، حيث يبدأ الإيرانيون ذلك اليوم بالنزول منذ الصباح الباكر إلى الشوارع والأزقة بالحسينيات للعزاء، ولحضور مراسم معركة كربلاء عن طريق تجسيدها فى مشاهد تأخذك وكأنك تعيش لحظات تلك المعركة، فيقومون بعمل فريق لتمثيل مشاهد معركة كربلاء، ويأتون بأشخاص يمثلون جميع آل البيت، بما فيهم الحسين عليه السلام.
تبدأ المراسم بتمثيل تلك المشاهد إلى أن يأتى حرق الخيمة، وهى خيمة كبرى تقام فى وسط المدينة، ويتم حرقها إشارة إلى حرق جيش يزيد بن معاوية لخيم آل البيت وأسرهم بعد استشهاد الإمام الحسين، ثم يأتى أشخاص يرتدون زى جيش يزيد بن معاوية ويأخذون أشخاصًا يرتدون ثيابًا ملطخة بالدماء، فى إشارة إلى آل البيت، كل هذا بينما يقوم الرجال والنساء والأطفال والشيوخ بلطم الخدود والصدور والبكاء والنواح، ثم يضعون آثار حريق الخيمة على رؤوسهم ويلطخون بها وجوههم، ويلطمون إلى أن يصيبهم الإرهاق، وإن استمر إلى المساء، فيما تذهب النساء إلى الحسينيات وهن فى حالة من النواح واللطم من أجل العزاء، كل ذلك وسط ترديد "إنا جنودك يا حسين وهذه أسيافنا ودماؤنا الحمراء إن فاتنا يوم الطفوف فهذه أرواحنا لك يا حسين فداء".
"اليوم السابع" دخل أيضًا إلى مسجد الكربلائيين العراقيين بوسط المدينة، حيث قاموا بوضع مجسم لمرقد الإمام الحسين عليه السلام، ونجله صاحب الستة أشهر على الأصغر، والذى قتل مع والده الإمام، ويقفون عنده ويبكون كما يفعل الصوفية بأضرحة آل البيت فى مصر.
شارك محرر "اليوم السابع" الكربلائيين صلاة الظهر، وسط اختلافات بسيطة بين السنة والشيعة، ومع رؤيتهم لطريقة الصلاة، التى تختلف عنهم، إلا أنهم نظروا إليه بنوع من الود والمحبة، حتى أنه لم يلمس ما يثار من عداء بين الشيعة وأهل السنة، وقال أحد الشيعة العراقيين "إننا نشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ونؤمن بأركان الإسلام، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة، ومصحفنا واحد، ولا يوجد ما يسمى بمصحف فاطمة"، مضيفًا بقوله "أتحدى من يأتى بنسخة من هذا المصحف، فهناك من يتهمون الشيعة بهذا، لكن عندما تطالبهم بإظهار نسخة من ذلك المصحف لا يستطيعون الرد".
ووسط ترديد ما يسمى بـ"االلطميات" التى ينشدونها، والتى توضح مشاهد مقتل الإمام الحسين عليه السلام، يقول إيرانى من أصول عربية "لا يوجد إيرانى يأكل فى منزله فى تلك المراسم، فالجميع يأكل فى العزاءات، أى النذور، التى تكون نوعًا من أنواع التقرب"، مشيرًا إلى أن الذبائح تذبح من أجل تقديمها للناس، ذاكرًا موقفًا يدل على تأثر الشيعة بالإمام الحسين، حيث يتم كل عام تمثيل للمشاهد التعبيرية، ولكن عند مشهد استشهاد الإمام لم يتحمل شرطى إقدام أحد الممثلين على قتل من يقوم بدور الإمام الحسين، فأشهر مسدسه وقتله، موضحًا أن قلوب الشيعة عامرة بذكر الله وحب آل البيت، وقال "عندما ترى أناسًا يبكون بعد معركة كربلاء بما يقرب من 1400 عام فاعلم أن تلك القلوب عامرة بالإيمان".
وأضاف أن الناس ينقسمون حول مسيرات العزاء، فمنهم من ترسخت فى ذهنه بأنها من الدين والبعض الآخر يأخذها على أنها نوع من التراث والتعبير عن مصيبتهم فى استشهاد الإمام الحسين، مشيرًا إلى أن ما يحدث من لطم بالسكاكين وإسالة الدماء يعد من المغالاة، وإن هناك قانونًا فى إيران يمنع تلك الممارسات التى عادة ما تسئ إلينا، ولكن بعض العوام والمتشددين يفعلون ذلك.
ويقول أحد البحرينيين، من أصل إيرانى، إن الإيرانيين أسقطوا حكم الشاه لأنه منعهم من إقامة تلك المراسم، وعندما منعها صدام بكربلاء كنا نزور جسد الإمام الحسين من خلال الصور والشاشات، مضيفًا أن من مظاهر يوم عاشوراء فى إيران قيام جميع المراكز الثقافية بإذاعة أفلام معركة كربلاء، وإقامة المسارح التى تجسد تلك المعركة، والمعارض أيضًا، فالجميع يتشح بالسواد حزنًا على الإمام.
الشعب الإيرانى شعب ودود للغاية، مضياف، فالجميع هنا يعشق مصر ويريد عودة العلاقات على مستوى أكبر بين البلدين، مؤكدين أن ما يثار حول إيران ونشر المذهب الشيعى هو هراء، وأن المستفيد من ذلك أطراف أخرى لا تريد وحدة الشعبين، مشيرين إلى أن ميدان التحرير بالنسبة لهم شىء كبير، لدرجة أنهم أقاموا مجسمات فى معارضهم عن كربلاء لميدان التحرير، وصورًا له، وما أن علموا أننى مصرى حتى طلبوا التقاط صور تذكارية معى، قائلين "لكى نقول إننا تصورنا مع مصرى قادم من ميدان التحرير".