أحبتي في الله أليس حري بنا جميعا أن نحطم الأصنام التي بداخلنا ... أليس جدير بنا أن نعظّم لا اله إلا الله موحدين مجددين الحب والولاء وأن لا نجعل في قلوبنا حباً يعلو حب الله ولا ثقة تسبق ثقتنا بالله.
فكم منا أستعبده صنم حب المال وجمعه والحرص عليه وكأن هذا المال يأتي من عند غير الله ولو توكل على الله وحطم صنم الخوف والطمع وأتقى الله لرزقه من حيث لا يحتسب (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
فكم منا أخوتي في الله استعبده صنم حب النظر إلى ما حرم الله وحب سماع ما حرم الله ... أفلا ننطلق ونحطم هذا الصنم بداخلنا معلنين حب لا إله إلا الله ... وكم منا استعبده صنم الأنانية وحب النفس وعدم المبالاة بإخوانه المسلمين والسعي في حاجاتهم ومساعدتهم وبذلك نسوا أو تناسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه).
وكم منا اخوتى استهواه حب الاولاد وملئ حياته بهم وفرق بين الاولاد فى المال والحب ونسى قول الله تعالى
" إنما أموالكم وأولادكم فتنة " أي بلاء واختبار يحملكم على كسب المحرم ومنع حق الله تعالى، فلا تعطيعوهم في معصية الله. وفي حديث: " يؤتى برجل يوم القيامة فيقال أكل عياله حسناته ". وعن بعض السلف العيال سوس الطاعات.
إخواني ... لو بحثنا عن الأصنام داخلنا لوجدناها كثيرة ... ألا يدفعنا الحياء من الله سبحانه وتعالى والخوف منه أن نحطم هذه الأصنام وننتزعها من قلوبنا، ألا يحق لنا أحبتي أن نفرح بلا إله إلا الله ونجعلها يقينا يقرب كل بعيد … وثقة لتحقيق وإحضار كل غائب، وتفاؤلا بما عند الله الذي هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها.
إخواني في الله إن حب لا اله إلا الله هو نور هو ضياء يلف المؤمن ويرفرف بقلبه أينما كان وحيثما حل ... وهو فرحة وسعادة تحضن المؤمن وتميزه عن غيره وتجعل له بـِشر يـُرى من بعيد وحب يحظى به من قبل كل من هم حوله.
ألا يكفينا قول صلوات ربي وسلامه عليه ( من قال: لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له كعدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء ، إلا رجل عمل أكثر منه ) رواه البخاري.
والمتأمل في قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله يرى جلياً أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقصد اللسان دون القلب وإنما قصد الشعور والإدراك والإحساس بأن الملك لله فنرضى بما وهبنا وأن الحمد لله فنشكر على ما وهبنا.
فهلم إخواني هلم بنا نهتف بلا اله إلا الله ونحطم الأصنام داخلنا ونحيا حياة يحبها الرحمن ويرتضيها … حياة كلها رضا بما قسم لنا وقناعة بما وهب … بعيدة عن السخط والضيق واليأس.
لا إله إلا الله .. رضيت بالله رباً .. وبالإسلام ديناً . وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا