طلاب العلم يعلمون معنى قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }. فالسؤال له حدوده وآدابه .. ولكن صنفا من الناس لا يدرك ذلك فيقع منه من التنطع والإغراب في السؤال شيء مضحك .. وللعلماء رحمهم الله أجوبة لطيفة ومواقف ظريفة فيها التخلص والتأديب والحكمة .. من ذلك ما روي أن عمر وبن قيس وكان أحد العلماء الأجلاء سأله رجل عن الحصاة من حصى المسجد يجدها الرجل في جبهته أو في ثوبه أو خفه فقال: " أرمها " .. قال الرجل: " زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد... " فقال: " دعها تصيح حتى ينشق حلقها " .. فقال الرجل: " سبحان الله أو لها حلق؟ " قال: " فمن أين تصيح إذن؟ ".
ومن حيلة اللطيفة رحمه الله أنه جلس للدرس يوم الشك من شعبان .. فتوارد عليه الناس كل يسأله عن صيام هذا اليوم حتى ضجر منهم .. فأرسل إلى منزله فدعا برمانة ووضعها في حجره فكان كلما لمح إنسانا يتقدم للسؤال .. أخذ حبة منها وأكلها فيرجع السائل وقد حصل على الجواب .. بدون أن يتكلف مئونة الخطاب..
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يكرهون كثرة السؤال والتعمق في المسائل والفرضيات .. امتثالا لقول نبيهم صلى الله عليه وسلم: " إن الله كره قيل وقال .. وإضاعة المال .. وكثرة السؤال" .. وقد ذكروا أن ابن عباس وقف عليه رجل في المسجد في حلقته وقال: " لو حدث كذا وكذا فما الحكم " .. قال: " أحدث ذلك.. " قال الرجل: " لا " .. قال: " فدعه حتى يحدث ".
وأما كثرة السؤال في المتشابه وفي العقائد .. فقد كانوا ينكرون عليه أشد الإنكار.. ومن ذلك ما روى البيهقي أن مالكا رحمه الله سأله رجل عن الاستواء فأطرق وأخذته الرحضاء وقال: " الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه .. ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع .. وأنت صاحب بدعة أخرجوه " .. وروي أن رجلا في عهد عمر يدعى صبيغ بن عسل كان يجادل الناس في المتشابه فدعا به عمر وسأله أن يعيد عليه كلامه .. فلما سمع منه أمر بجريد أخضر رطب فأتي بحزم منه .. فقال: " سبيل محدثة " .. ومازال يجلده حتى أدمي ظهره .. ثم تركه حتى برئ فدعا به وجلده حتى أدمي ظهره .. ثم تركه حتى برئ ثم دعا به ليجلده فقال الرجل: " إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا .. وإن كنت تريد مداواتي فقد والله برئت " .. فنفاه إلى أرضه وأمر واليها بأن يعتزله الناس ولا يكلموه .. وليت شعري: إذا أراد حاكم اليوم أن يتبع سنة الفاروق هذه كم رجلا يجلد .. وكم رجلا يطرد .. فقد أصبح أكثر من رأى نفسه يحمل قلما يتشدق على دين الله بما لا يرضى الله..
فنسأل الله العصمة من الزلل .. والسداد في القول والعمل
موضوع: رد: غرائب السؤال الجمعة 11 نوفمبر 2011, 11:36 pm
موضوع غايه فى الاهميه نعم هناك أشياء السؤال عنها يثير الضجر ويعتبرها علماء علم الكلام سفسطه ولكن لكل علم علماؤه فكل الامور مطروحه للسؤال ولكن لمن فقه اجاده فى الطرح اشكرك يا أحلام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحلام نائب المدير
علم بلدك : لونك المفضل :
موضوع: رد: غرائب السؤال السبت 12 نوفمبر 2011, 11:19 am
الكنج كتب:
موضوع غايه فى الاهميه نعم هناك أشياء السؤال عنها يثير الضجر ويعتبرها علماء علم الكلام سفسطه ولكن لكل علم علماؤه فكل الامور مطروحه للسؤال ولكن لمن فقه اجاده فى الطرح اشكرك يا أحلام
موضوع: رد: غرائب السؤال السبت 12 نوفمبر 2011, 9:18 pm
موضوع جميل بارك الله فيكى اختى الفاضله وجزاكى الله خيرا وان بعض الاسئله لغريبه واجابات الفقهاء يكون فيها من الدهاء والذكاء والفطنه جاء رجل إلى فقيه، فقال: أفطرت يوما في رمضان. فقال: اقض يوما مكانه. قال: قضيت، وأتيت أهلي وقد عملوا مأمونية، فسبقتني يدي إليها، فأكلت منها. فقال: اقض يوما آخر مكانه. قال: قضيت، وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة، فسبقتني يدي إليها. فقال: أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك. سكن بعض الفقهاء بيتا سقفه يقرقع في كل وقت، فجاء صاحب البيت يطلب الأجرة، فقال له الفقيه: أصلح السقف فإنه يقرقع. قال: لا تخف، فإنه يسبّح الله تعالى! فقال الفقيه: أخشى أن تدركه رقة فيسجد جاء رجل إلى الشعبي، وقال: إني تزوجت امرأة وجدتها عرجاء، فهل لي أن أردها؟ فقال له: إن كنت أردت أن تسابق بها، فردها زار الشعبي رجل ثقيل، فأطال الجلوس، ثم قال: ما أشد ما مر عليك في مرضك؟ قال: قعودك عندي. دخل أبو شهاب الصعلوكي على أبي الحسن القاضي في يوم بارد، والنار تتوقد بين يديه، فقال: أيها الفقيه، إلى النار! فقال القاضي: أنت أولى بها صليا قال أبو حنيفة للأعمش، وأتاه عائدا له في مرضه: لولا أن أثقل عليك يا أبا محمد، لعدتك والله في كل يوم مرتين. فقال له الأعمش: والله يا ابن أخي، أنت ثقيل علي وأنت في بيتك، فكيف لو جئتني في كل يوم مرتين؟!
أحلام نائب المدير
علم بلدك : لونك المفضل :
موضوع: رد: غرائب السؤال الإثنين 14 نوفمبر 2011, 7:41 pm
رقة كتب:
حقا السؤال له اصوله وادابه ولاسيما اذا كان في امور الدين ............
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه آميـــــــــن..............