رقة مشرف القسم الأدبى
علم بلدك :
| موضوع: إن الله جميل يحبّ الجمال، الجمعة 04 نوفمبر 2011, 9:55 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رقم الفتوي: 6652
السؤال:
ما معنى حديث إن الله جميل يحبّ الجمال، ما هو المقصود بالجمال خصوصا وأن بعض الناس يستدل بهذا الحديث على جواز النظر إلى النساء الجميلات وجواز الاستمتاع بكل شيء جميل، هل من توضيح.
الجواب:
الحمد لله.
الحديث المذكور في السؤال قد أخرجه مسلم في صحيحه رقم 131 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ".
قال ابن القيم رحمه الله شارحا ومبيّنا:
وقوله في الحديث إن الله جميل يحب الجمال يتناول جمال الثياب المسؤول عنه في نفس الحديث ويدخل فيه بطريق العموم الجمال من كل شيء.
وفي صحيح مسلم برقم ( 1686 ):
" إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ".
وفي سنن الترمذي:
" إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " .....( رواه الترمذي برقم: 2963 ).
وقال حسن صحيح.
وعن أبي الأحوص الجشمي قال:
" رآني النبي صلى الله عليه وسلم وعليَّ أطمار فقال هل لك من مال قلت نعم قال من أي المال قلت من كل ما آتى الله من الإبل والشاه قال فلتر نعمته وكرامته عليك " ..... ( رواه أحمد برقم 15323 ، والترمذي 1929 ، والنسائي 5128 ).
فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده فإنه من الجمال الذي يحبه وذلك من شكره على نعمه وهو جمال باطن، فيحب أن يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة والجمال الباطن بالشكر عليها، ولمحبته سبحانه للجمال أنزل على عباده لباسا وزينة تجمل ظواهرهم وتقوى تجمل بواطنهم.
فقال :
( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) ..... ( الأعراف: 26 ).
وقال في أهل الجنة:
( وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) ..... ( الإنسان: 11 ، 12 ).
فجمل وجوههم بالنضرة وبواطنهم بالسرور وأبدانهم بالحرير وهو سبحانه كما يحب الجمال في الأقوال والأفعال واللباس والهيأة يبغض القبيح من الأقوال والأفعال والثياب والهيأة فيبغض القبيح وأهله ويحب الجمال وأهله.
ولكن ضلّ في هذا الموضوع فريقان:
فريق قالوا كل ما خلقه جميل فهو يحبّ كل ما خلقه ونحن نحب جميع ما خلقه فلا نبغض منه شيئا.
قالوا:
ومن رأى الكائنات منه رآها كلها جميلة، وهؤلاء قد عدمت الغيرة لله من قلوبهم والبغض في الله والمعاداة فيه وإنكار المنكر والجهاد في سبيله وإقامة حدوده ويرى جمال الصور من الذكور والإناث من الجمال الذي يحبه الله فيتعبدون بفسقهم وربما غلا بعضهم حتى يزعم أن معبوده يظهر في تلك الصورة ويحل فيها.
وقابلهم الفريق الثاني فقالوا قد ذم الله سبحانه جمال الصور وتمام القامة والخلقة فقال عن المنافقين :
( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ) ..... ( المنافقون: 4 ).
وقال:
( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا ) ..... ( مريم: 74 ).
أي أموالا ومناظر، وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " ..... ( صحيح مسلم رقم: 4651 ).
وفي الحديث:
" البذاذة من الإيمان " ..... ( رواه ابن ماجه: 4108 ، وأبو داود: 3630 وصححه الألباني رحمه الله ).
وفصل النزاع أن يقال الجمال في الصورة واللباس والهيأة ثلاثة أنواع:
منه ما يحمد ومنه ما يذم ومنه مالا يتعلق به مدح ولا ذم.
فالمحمود منه:
ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود وهو نظير لباس آلة الحرب للقتال ولباس الحرير في الحرب والخيلاء فيه فإن ذلك محمود إذا تضمن إعلاء كلمة الله ونصر دينه وغيظ عدوه.
والمذموم منه:
ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والتوسل إلى الشهوات وأن يكون هو غاية العبد وأقصى مطلبه فإن كثيرا من النفوس ليس لها همة في سوى ذلك.
وأما مالا يحمد ولا يذم هو:
ما خلا عن هذين القصدين وتجرد عن الوصفين.
والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين فأوله معرفة وآخره سلوك فيُعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء ويعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل وجوارحه بالطاعة وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار فيعرفه بصفات بالجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه فجمع الحديث قاعدتين المعرفة والسلوك .
( الفوائد: 1/ 185 ).
أين هذه المعاني العظيمة للحديث من ضلالات أصحاب الهوى الذين يريدون فهما منحرفا لتبرير مقاصدهم السيئة نسأل الله العافية وصلى الله على نبينا محمد.
****************************
المصدر: الإسلام سؤال وجواب.
فضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد. | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رد: إن الله جميل يحبّ الجمال، الجمعة 04 نوفمبر 2011, 10:10 pm | |
| | |
|
الكنج المدير العام
علم بلدك :
| موضوع: رد: إن الله جميل يحبّ الجمال، الجمعة 04 نوفمبر 2011, 11:21 pm | |
| - اقتباس :
- أن بعض الناس يستدل بهذا الحديث على جواز النظر إلى النساء الجميلات وجواز الاستمتاع بكل شيء جميل، هل من توضيح.
طبعا هذا حق يراد به باطل فلايمكن ان يكون ذلك مقصد الحديث وجزاك الله خيرا على التوضيح [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: إن الله جميل يحبّ الجمال، السبت 05 نوفمبر 2011, 12:53 am | |
| فعلاً بعض الناس يستدل بهذا الحديث وينظرون للنساء ليروا جمالهن كما يدعون والمقصود بالجمال هو كل شيء طيب ويرضى عنه الله بارك الله فيكِ لتوضيح مقصد الحديث جعله الله في ميزان حسناتك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
رقة مشرف القسم الأدبى
علم بلدك :
| موضوع: رد: إن الله جميل يحبّ الجمال، السبت 05 نوفمبر 2011, 9:01 am | |
| | |
|