رحل الكاتب الصحفى الكبير أنيس منصور عن عالمنا، صباح أمس،
فى مستشفى الصفا بالمهندسين، عن عمر يناهز ٨٧ عاما،
بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات الفكرية والأدبية والصحفية.
كان «منصور» قد أصيب بالتهاب رئوى حاد وآلام فى الظهر،
تم على إثره نقله إلى غرفة العناية المركزة، الأسبوع الماضى، حتى فاضت روحه،
ودفن جثمانه فى مدافن والدته بمدينة نصر.
بدأ أنيس منصور حياته العملية مدرساً للفلسفة الحديثة بكلية الآداب جامعة عين شمس،
ويعد أحد المفكرين العظماء فى مصر، ثم عمل فى مؤسسة «أخبار اليوم»،
وكان مقرباً من الرئيس الراحل أنور السادات،
وهو صاحب المقال اليومى الشهير «مواقف» فى جريدة «الأهرام»،
كما كان يكتب مقالا فى جريدتى «الشرق الأوسط» و«العالم اليوم» اليوميتين،
وامتزجت لديه الصحافة بالفلسفة، حتى أطلق عليه البعض لقب «فيلسوف الصحافة»،
كما تلازمت عند الراحل الكبير صفتا «المفكر» و«الصحفى»
فوصفه الكثيرون بأنه «يكتب وهو يفكر، ويفكر وهو يكتب»،
حيث يمارس الصحافة بعقلية المفكر، ويكتب فى الفلسفة بأسلوب الصحفى.
رأس «منصور» تحرير عدة دوريات منها «هى»، و«آخر ساعة»،
و«أكتوبر»، و«العروة الوثقى»، و«كاريكاتير»،
كما رأس مجلس إدارة «دار المعارف»،
وحصل على جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية و«مبارك» فى الآداب،
بالإضافة إلى جائزة الإبداع الفكرى لدول العالم الثالث،
وجائزة كاتب الأدب العلمى الأول من أكاديمية البحث العلمى.
وتميز إنتاجه الفكرى بالغزارة والتنوع والسهولة،
إذ كتب فى الفلسفة والعلم والأدب بأسلوب قريب من رجل الشارع،
حتى صار أكثر الكُتاب الصحفيين شعبية فى مصر والعالم العربى.
ألّف «منصور» أكثر من ٢٠٠ كتاب، ويعد من رواد أدب الرحلات،
وأشهر كتبه فى هذا المجال «حول العالم فى ٢٠٠ يوم»،
كما كتب روايات عديدة تحول بعضها إلى أعمال درامية، وألف ١٣ مسرحية،
وترجم العديد من الكتب والأعمال الأدبية،
وصُنع له تمثال فى مسقط رأسه بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية،
إيماناً بما قدمه فى عالم الصحافة والأدب والفكر.
قال الدكتور مصطفى الفقى: «إن منصور كان جزءاً عزيزاً من تاريخنا،
وقطعة غالية ومكوناً أساسياً فى فكرنا»،
معتبراً رحيله بمثابة طىّ لفصل من حياة مصر الحديثة. ونعت نقابة الصحفيين الكاتب الراحل،
واصفة إياه بأنه أحد أهم الصحفيين فى التاريخ الحديث،
وأعلنت عزمها تنظيم حفل تأبين له عقب الانتهاء من انتخابات النقابة،
وانطلقت دعوات بإطلاق اسمه على بهو النقابة.