البيانات الصادرة من وزارة الصحة حول أحداث "السفارة الإسرائيلية" تغفل
إصابة 7 أشخاص بطلقات نارية تم تسجيلهم بمستشفى "أم المصريين".. وتكتفى
بالإعلان عن إصابات الكسور والجروح والكدمات والاختناق بالغاز "الحصيلة النهائية للمصابين فى أحداث العنف التى وقعت أمام السفارة
الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة، 1049 مصابا و3 متوفين، وتراوحت الإصابات
من بين الكسور والكدمات والجروح القطعية نتيجة سقوط أجزاء من الجدار على
المتظاهرين، بالإضافة إلى الاختناق نتيجة استنشاق القنابل المسيلة للدموع"،
هكذا خرجت جميع البيانات الصادرة عن وزارة الصحة والسكان عقب حادث اقتحام
السفارة الإسرائيلية، فى الساعات الأولى من يوم الجمعة قبل الماضى، دون
وجود أدنى إشارة لوقوع إصابات بأنواع مختلفة من طلقات الرصاص، وذلك على
الرغم من إصابة 6 أشخاص بطلقات نارية وخرطوش.
"اليوم السابع" حصلت على بيانات المصابين الذين تم تسجيل دخولهم إلى مستشفى
"أم المصريين العام"، فى الفترة من مساء الجمعة 9 سبتمبر، وحتى الساعة
الـ11,45 دقيقة من صباح اليوم التالى 10سبتمبر، حيث استقبل المستشفى 58
مصابا، بإصابات مختلفة على رأسها حالات الاختناق والكدمات والكسور، إلا أن
المستشفى سجل فى الوقت نفسه وصول 9 حالات أطلق عليهم طلقات نارية وخرطوش،
منهم 2 متوفَيين، وهما علاء راغب الذى توفى بطلق نارى بالصدر، ورجب رمضان
المتوفى بطلق نارى بالرأس.
فى الوقت نفسه سجلت بيانات المستشفى إصابة حسن مجدى بطلقة نارية "دخلت من
الصدر وخرجت من الظهر والعضد الأيمن، ومحمد حسن بطلق نارى فى الصدر، وعواد
صالح بطلق نارى بالذراع اليسرى، بالإضافة إلى تسجيل عدد من الإصابات بطلقات
الخرطوش "الرش"، عادل سيد المصاب برش نارى بأعلى الفخذ، ومصطفى محمود،
المصاب فى الوجه مع اشتباه فى تسبب الطلقات في كسور بعظام الوجه، ومصطفى
محسن المصاب بالصدر، بالإضافة إلى أحمد أحمد المصاب بطلقة رش نارى بالقدم
اليسرى.
ومن ناحية أخرى أكد أحد أطباء الجراحة العاملين بالمستشفى، والذى رفض ذكر
اسمه، أن حالة "حسن مجدى" أصابت الأطباء المعالجين بالحيرة بسبب غرابة شكل
إصابته، وذلك لأن الرصاصة لم تكن مستقرة فى جسده، مما إدى إلى عدم وجود
يقين فى البداية حول ما تسبب وجود فتحين بالصدر والظهر، إحداهما أكبر من
الأخرى، ورجحت آراء بعض الأطباء أن سبب الفتحة الكبرى هو ارتطام قنبلة
مسيلة للدموع بظهره من مسافة قريبة، إلا أن السبب فى تلك الإصابة اتضح فيما
بعد، عندما تم التأكد من إصابته بطلق نارى، حيث إنه فى حالة خروج طلق نارى
من الجسم تكون فتحة الخروج أكبر من فتحة دخول الطلقة.
وأضاف الطبيب أن أغلب المصابين قاموا بإعطاء موظفى المستشفى بيانات مزيفة
لهم، وذلك خوفا من التعرض لمحاكمة عسكرية، فى الوقت الذى لم يستطع فيه
الموظفون مراجعة البيانات وإعادة تسجيلها بسبب حالة الطوارئ التى كانت
بالمستشفى طوال فترة الأحداث، ويظهر تقرير المستشفى أن جميع المصابين
اكتفوا بتسجيل اسم الحى أو المدينة التى يقيمون بها فقط، كدار السلام
والبدرشين وإمبابة، دون تحديد عنوان واضح، مما يستحيل معه الوصول إليهم.
وكان تقرير الطب الشرعى للضحايا الثلاثة لموقعة السفارة الإسرائيلية،
وأحداث المديرية، أكد أنهم توفوا بالرصاص الحى، وتلقى كل منهم رصاصة واحدة
من سلاح ميرى، وذكر التقرير الأول أن مصطفى يحيى "24 سنة" أصيب بطلق نارى
فى الصدر خرج من الظهر؛ حيث جاءت الرصاصة فى الناحية اليمنى بجوار الرئة،
مما أدى إلى انفجار وتهتك الرئة تماما، وأحدث تجمعا دمويا داخل الصدر،
وخاصة مكان الرئة، ولم تستقر الرصاصة فى جسده من قوتها لتخرج من الجانب
الآخر، فتوفى على الفور، متأثرا بالطلق الحى.
وأوضح التقرير الثانى أن الضحية علاء رامز سليمان "23 سنة، أصيب بمقذوف
نارى شديد فى الجانب الأيسر من أسفل الصدر، مما أدى إلى تهتك العظم الخارجى
للصدر، وتلف أجزاء من القلب، وتهتك فى الكبد والطحال، مما أدى إلى حدوث
نزيف حاد فى الدورة الدموية تسبب فى الوفاة.
وتضمن التقرير الثالث الخاص بالضحية رجب رمضان حسين، "23 سنة"، أنه لقى
مصرعه نتيجة تلقيه طلقا ناريا فى رأسه من الخلف، مما أدى إلى إحداث كسور
وتهتك كبير فى الجمجمة والمخ، وإحداث نزيف داخلى بالرأس والجمجمة، أدى إلى
هبوط حاد فى الدورة الدموية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]