نعم فلقد عرفنا من طباع الخيول أن الحصان العصبي المزاج والصفراوي المزاح
والدموي واليمنغاوي الكسول فاترا الهمة وهذه الأمزجة والطباع هي بلا شك
تدل على اختلافات في تركيب الدماغ والعضلات والدورة الدموية والهضمية
الموجودة في الخيول . وهناك مثل عربي يقول ( أن ملوك الخيول هي ذات الألوان الغامقة )
ومن هذا المثل نستنتج أنه كلما كان لون الحصان غامقاً كان أفضل مزاجاً
. ويتميز الحصان العربي بألوانه الزاهية الجميلة التي سنذكرها وفقاً لأهميتها:
اللون الأدهم: وهو أول عدد الخيل في الألوان: وقد زعم كثير أن اللون الأحمر في
الوصف قبل الأدهم إلا أن العكس هو الصحيح. فقد ورد عن أبي حبيب رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
< الخير في الأدهم الأقرح الأرثم محجل ثلاث طليق يمنى أغرُّ بهيم فإن
لم يكن أدهماً فكميت على هذه الصفة >
وعن مكحول أن رسول الله أجرى الخيل يوماً فجاء فرس له أدهم سابقها
وأشرف على الناس فقالوا: «الأدهم الأدهم». ومرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد انتشر ذنبه وكان معقوداً، فجثى رسول الله وقال: < إنه هو البحر >
والأدهم هو الأسود الخالص الذي يندر وجود مثل هذا اللون في هذه الأيام،
وهو مستحب جداً وله عدة أسماء نذكر منها:
الأدهم الحالك :
وهو المعروف بالنوبي، وهو أشد الخيل كلها دهمة وسواداً وأصفاها شعرة حتى كأنه يبرق من شدة سواده.
الأدهم الجون :
وهو أقل من الأدهم النوبي في السواد وأصفى لوناً منه إلى الحمرة قليلاً.
الأدهم الأصم
: هو أقل سوادا من الجون ومناخيره وخواصره حمراء إلى السواد.
الأدهم الأحوى : فهو أيضاً أقل سواداً من الأصم وترى مناخيره حمراء وشاكلته صفراء تشاكل الحمرة.
الأدهم الأصبح
: وهو الذي تكون مناخيره حمر ويضرب إلى لون الأحوى، ويكون سائر جسده أسودا سواداً كدراً ليس بصافٍ.
اللون الأشقر
: وهو تابع للأدهم وقد ورد في فضائله عدد من الأخبار فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: > يُمن الخيل شقرها <.
واليُمن هو البركة والقوة. وعن ابن مالك رضي الله عنه قال:
سابق رسول الله صلى الله عليه وسلّم على فرس يقال لها سبحة فجاءت سابقة فهشّ لذلك وأعجبه .
وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلّم: < اللهم بارك في الأشقر>
وفي الأمثال السائدة: إذا قيل: < رأى أشقرا طايراً صدِّق >
وأما ألوان الأشقر فهي سبعة أجناس :
الأشقر المعروف ومنه الأشقر الذهبي حيث يشابه لونه لون الذهب.
الأشقر الخلوفي :
وهو الذي اشتدت شقرته وتعلوها صفرة كالزعفران، وربما كان في ظهره غمامة سوداء تخالف معظم جسده.