طريقة تفكير

March 27th

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عمر طاهر



أما الدستور فلا أحد قادر على أن يفرض على الشعب ما لا يريده،

وما نقبله أو نرفضه بخصوص المواد المصوغة لا يتعلق أبدا بشخصية من يصوغها، وما نرفضه من الإسلاميين

سنرفضه من الليبراليين والعكس صحيح، والواحد ليس بالغباء الذى يجعله يرفض نصًّا دستوريًّا يعبِّر عن أحلامه ومصلحته

لمجرد أن من صاغ هذا النص لا يروق له ولا يعبِّر عن أفكاره السياسية، والمعركة قبل أن تكون بخصوص كتابة الدستور

هى معركة حول طريقة تفكير مربكة، مربكة لدرجة تجعل الواحد متوجسًا عندما تتفق وجهات النظر

مع أصحاب هذه الطريقة فى التفكير وتجعله يشعر أن الموضوع فيه «إنّ».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


تقول إن هناك 180 دولة قامت برلماناتها بكتابة الدستور، وتَعتبِر هذا دليلا على قوة موقفك ولم تشرح لى ظروف هذه البلاد

ومدى تشابهها مع الظرف الذى نعيشه الآن، وهل وجود دول كثيرة فى العالم تقنن الدعارة يجعل الأمر حجة لمن يودُّ أن يقننها عندنا؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


تقول إن الشعب انتخب النواب لكتابة الدستور وهذا تشويه للحقائق، لقد اختاروا نوابًا قادرين على حل مشكلات حياتهم اليومية:

الأنابيب قبل منع اللغة الإنجليزية، والأمن قبل تشويه الثوار،

والبنزين قبل حدِّ الحِرابة، والحد الأدنى للأجور قبل تعديل قانون سن الزواج،


وحتى لو كان الشعب اختار النواب لكتابة الدستور فقد شارك فى هذه العملية 30 مليون مواطن مصرى،

أى ثلث الشعب تقريبا، أى أن التمثيل الصحيح للبرلمان فى اللجنة -إذا قبلنا المبدأ نفسه- لا يجب أن يزيد على 30% من اللجنة

وليس خمسين فى المئة، وإذا قبلنا كل ما فات فلماذا تضم اللجنة شخصا

سقط فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.. هل لأنه تابع حزبيا للإخوان؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


هذا السؤال يأخذنا إلى نقطة المرجعية الحزبية التى بدت حاكمة الاختيار فى لحظة تاريخية لا مجال فيها للتحزُّب.

الحزبية جعلت اللجنة تضم أشخاصا، كامل الاحترام لهم، لكننا لا نعلم سطرًا من مؤهلاتهم الشخصية ولا حدود قدرتهم على إدارة اللحظة.

المرجعية الحزبية جعلت الخمسين عضوا المختارين من البرلمان عدد كبير منهم من الأطباء، تحديدا فى مجال طب الأطفال

(ربما ليست صدفة واختيارهم أكثر من طبيب أطفال فى اللجنة يعبِّر عن نظرتهم إلى الشعب)، إضافة إلى أئمة مساجد ومشرفين

على لجان الزكاة وباحث فى علوم البحار والمصايد، وهى مع كل الاحترام لأصحابها اختيارات مرهونة بالحزب لا بالكفاءة

لأننا لا نعلم عنهم خبرة ما فى هذا الشأن سوى صولات وجولات داخلية فى حدود شؤون الجماعة

(أَلَم يكن أولى إفساح هذه المساحة للخبراء والفقهاء الدستوريين؟). وموضوع السيرة الذاتية للعضو المنتخَب فى غاية الخطورة..

تخيَّل مثلا أن واقعة النائب البلكيمى مرت فى سلام دون أن يعرف أحد الحقيقة وتم اختياره فى لجنة كتابة الدستور..

هل كنت ستعرف يوما أن دستور مصر شارك فى صياغته شخص يكذب ويتجمل؟، كم بلكيمى آخر تم اختياره فى اللجنة

بمرجعية حزبية بحتة؟، طيب بلاش البلكيمى.. هل هى صدفة أنه من بين مئات آلاف الطلاب الجامعيين

فى مصر يتم اختيار ابن شقيقة رئيس حزب الحرية والعدالة ليمثِّل طلاب مصر فى اللجنة؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لماذا قامت الأكثرية بتغليب مبدأ الأكثرية أيضا فى كتابة الدستور؟ ولماذا يتفضل علينا قيادى بـ«الحرية والعدالة»

ويقول إن الحزب أوفى بوعده فى ضم كل الاتجاهات إلى اللجنة؟ هل هى لجنة حضرتك حتى تعد وتفى بوعدك؟،

هل تروْنها رحلة تضمون إليها من يونِّسونكم؟ هل ترون الدستور فرصة تمرِّرون من خلالها أفكارا فى ذهنكم أنتم فقط

لا تختلف عما تم طرحه من خلالكم فى البرلمان على مدى الشهرين الماضيين؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا خوف على الدستور نفسه، والشعب قادر على إسقاطه فى دقيقة، والخناقة الأساسية بخصوص طريقة التفكير،

وكتابة الدستور فخ جديد ساعد على الفرز المتكرر مع كل واقعة نعيشها منذ بداية الثورة، لذلك أتوقع أن الشعب

لن يرتاح لدستور يشبه «اللباس الشرعى» لأنه لحظة الجد سيختار دستورا يشبه «لباس دايس.. بتاع كل الناس».