كيف نربي أبناءنا على حب الدين؟
عندما كبر الطفل وبلغ مبلغ
الرجال ، جلس مع والديه جلسة حوار ننقل إليكم ما فيها بعض ما دار
الابن : يا أبت لم كنت
معنا صبوراً ، ولقليل ما نعمل شكوراً ؟
ويا أم لمَ كنت تضحين
من أجلنا براحتك وبوقتك ؟
ابتسم الوالدان ابتسامة
الرضى
قال الأب : فعلنا ذلك
لنحصل على الثواب الذي وعد الله به كل أبوين قاما بحق الرعاية والوقاية
لأبنائهما ، ولنحقق ما فطرنا الله عليه من حب للأبناء يقتضي منا أن نراهم
سعداء الدارين .
قالت الأم : نعم هو ذاك
، ولكن عندي تساؤل جوابه عندك و ما زال يتردد في نفسي
الابن : تفضلي يا أمي
اسألي .
الأم : ما الشيء الذي
فعلناه فكان له الأثر الإيجابي في سلوكك وسلوك إخوتك يا بنيّ ؟
أجاب الابن :
كثيرة هي الأمور
المؤثرة في نشأتي وعلى رأسها أنني عرفت الله منذ نعومة أظفاري ، ففي نومي
وفي قيامي وفي صحتي وفي مرضي كنتما توجهانني توجيهاً يوضح علاقة العبد
بمولاه علاقة صحيحة سليمة لا فيها عوج ، ولا خلل ، ومما زاد المعلومات
ترسيخاً أنني كنت أراها واقعاً عملياً في سلوكما ، واخص بالذكر الصلوات
الخمس التي تجدد ولاء العبد لمولاه ، وتغسل الذنوب ، وتقرب من المحبوب ،
وتشد أواصر الأخوّة بين المسلمين ، وتقي المسلم من شرور النفس والشيطان
وتحجب المصلي عن المعاصي والآثام .
ومما عمق تلك
الأفكار وجعلها دليلنا في الليل والنهار تلك القصص
التي كنا نسمعها منكما ،
وفيها نماذج مشرّفة مضيئة مصبوغة بحبكما لها وإعجابكما بها .
ولست أنسى أنا وإخوتي
حرصكما على اصطحابنا إلى أماكن تعزز إيماننا ، وكان فيها ترفيه وفائدة .
لكما الشكر على كل
دعم مادي ومعنوي قدمتماه لنا فهداياكما وعطاياكما أدخلت السرور على قلوبنا ،
وعززت سلوكنا السوي ، وحبكما وعطفكما كان بلسماً شافياً وعلاجاً ناجحاً
لنفوسنا .
الأم : الحمد لله الذي
وفقنا لذلك
الأب : إن شاء الله يا بني ترى أولادك مثلك هادين
مهتدين وفي حياتهم ناجحين ولربهم شاكرين .