حياء من الإيمان -2- من توجيهات الرسول -3- دعوة إلى التعاطف والتعاون (فصل دراسى ثان)

المدير العام علم بلدك :

الحياء من الإيمان
عن أبي مَسْعُودٍ عقبةَ بن عمرٍو الأنْصاري
البَدْريّ t قال : ، قال رسول الله e : " إنَّ ممَّا أدرك الناسُ من كلامِ النبوَّةِ
الأولى : إذا لَمْ تَسْتَحِ فاصنعْ ما شِئْت .... رواه البخاري .

اللغويات :

الحياء : الحشمة وتجنب
الذلل / أدرك : فهم ووعى × أغفل / النبوة : اتصال بين الله وبين عبد مختار من عباده يوحي
إليه / الأولى : المتقدمة × الآخرة ج الأُوَل والمذكر الأوَّل / تستحي : تخجل
، تحتشم × تتبجح / اصنع : افعل × تجنب / شئت : أردت ورغبت × أبيت

الشرح :

يدعو الرسول e إلى الحياء من
فعل القبيح وما يغضب الله فينهى ويحذر من عدم الحياء فإذا لم تَسْتَح من
العَيْب ولم تخش العارَ بما تفعله فافعل ما تُحَدِّثُك بهنفسُك من رغباتها حسَناً كان أَو قبيحاً .
أو إذا كنت في أفعالك لا تخشى أن تَسْتَحيَ منها لأنك تسير فيها على سَنَن الصواب والحق وليس
فيها ما يُسْتَحَى منه فاصنع منها ما شئت .

ما أثر شيوع الحياء
في حياة الفرد والمجتمع ؟

الحياء يمنع الإنسان من مخالفة الدين ومبادئ الأخلاق ويدفعه إلى
الالتزام بمكارم الأخلاق ، ومراعاة شعور الناس واحترامهم فهو الذي يوجه
الإنسان إلى أفعال ويرده عن أفعال أخرى .

البلاغيات :

1- إن مما :أسلوب مؤكد بإن 2- مما أدرك : استخدام
حرف الجر " من " يوحي بكثرة ما فهم الناس من عصور النبوة السابقة ويوحي بأن
الحياء يتفق مع الطبيعة البشرية 3-
من كلام النبوة الأولى : إجمال وما بعده ( إذا
لم ... ) تفصيل وتوضيح له 4- إذا لم
... : أسلوب شرط باستخدام " إذا " للتحقيق والتوكيد 5- اصنع ما شئت : أسلوب
إنشائي أمر للتوبيخ والتهديد 6- إذا
لم تستح فاصنع ... : كناية عن عظمة الحياء وأثره
، وفيه إيجاز لمعان ومبادئ كثيرة 7-
شئت : إيجاز بحذف المفعول به للشمول والعموم .
2- من توجيهات الرسول
عن أبي ذَرٍّ جُنْدُب بنِ جنادة ، وأبي عبدِ الرحمن
مُعاذِ بنِ جَبَل y عن رسول الله e قال : " اِتَّقِ الله حيْثُما كُنْت ، وأتْبع
السيِّئَةَ الحسنةَ تمْحُها ، وخَالق الناسَ بخلُق حَسنٍ " رواه
التِّرمِذيّ .

اللغويات :

اتق الله : اخش الله ( و ق
ي ) وهو وقاية النفس من عذاب الله بالعمل الصالح / اتبع : الحق
واتلُ × خالف / السيئة : الخطيئة / الحسنة : العمل الطيب / تمحها : تزيلها × تثبتها
والمراد تزيل أثرها / خالق : أي اظهر خلقًا والمراد عامل / خلُق : دين
وطبع ج أخلاق / حسن : جميل ج حِسان × قبيح

الشرح :

يأمرنا النبي
بخشية الله والعمل بما يرضيه ، فعلاقة الإنسان بالله تقتضي من أن نعبد
الله كأننا نراه فإن لم نكنْ نراه I فإنه يرانا .
وعلاقة الإنسان بنفسه تقتضي أن يكثر من فعل الحسنات
لأنهن يذهبْن السيئات ويزلن أثرها .
وعلاقة الإنسان بالناس تقتضي أن يعاملهم معاملة حسنة ،
فيرد على الإساءة بالحسنة ويصل من قطعه ، ويعفو عمَّن ظلمه وذلك هو الخلق
الحسن .
ومن الحديث نرى حرص الرسول على سلوك أمته وتهذيب أخلاقهم ، وتوجيههم إلى
الطريق المستقيم .

البلاغيات :

1- اتق الله : أسلوب إنشائي أمر غرضه الحث
والنصح وهو جواب شرط مقدم للاهتمام 2-
اتق : حذف المفعول به ( عذاب )
للشمول والعموم 2- حيثما كنت : أسلوب شرط يفيد الشمول والعموم لكل الأحوال 3- أتبع :
أسلوب إنشائي أمر غرضه الحث والنصح 4-
السيئة – الحسنة : طباق يوضح أثر
الحسنات في دفع الشر 5- تمحها : نتيجة لما قبلها 6- خالق : أسلوب إنشائي أمر
غرضه الحث والنصح 7- الناس : توحي بشمول الناس جميعًا مسلمين وغير مسلمين 8- خالق – خلق : جناس ناقص يطرب ويمتع النفس 9-
خلق – حسن : نكرتان للتعظيم 10- خلق حسن :
الوصف لبيان نوع الخلق المطلوب فالخلق منه الحسن ومنه القبيح
سمات الأسلوب النبوي في الحديث :
1- الإيجازحيث اشتمل الحديث على علاقات الإنسان كلها
2- وضوح الألفاظ 3- جمال التعبير 4- حسن النسق الموسيقي .
3- دعوة إلى
التعاطف والتعاون
عن أبي هريرة t أن
النبي e قال : " مَنْ نفَّس عن مؤمنٍ كُرْبة مِن كُرَب
الدنيا نفَّس الله عنه كُرْبةً من كُربِ يوم القيامة ، ومن يسَّر على
مُعْسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخِرة ، والله في عَوْنِ العبدِ ما
كان العبدُ في عَوْنِ أخيه " رواه مسلم .

اللغويات :

نفّس : أزال وكشف وفرّج / كُربة : شدة وضيق ج كُرب × فرجة / الدنيا :
الحياة ج الدنا والمذكر الأدنى / يسّر : سهل وفرج × عسر وصعب / مُعسر : عاجز
محتاج × موسر / عون : مساعدة × خذلان .

الشرح :

يبين النبي
أن من فرج عن مؤمن شدة أو أزال عنه مصيبة نجاه الله يوم القيامة ، ومن ساعد
ويسر على محتاج سهل الله عليه في الدنيا ووسع من رزقه ، ويسر عليه في
الآخرة ، ومن ستر مسلمًا ولم يفضح أمره فيما لا يغضب الله ؛ ستره I في الدنيا والآخرة . ومن كان مساعدًا للناس كان
الله في عونه ؛ فالجزاء من جنس العمل .
يدعو النبي
إلى التضامن والتعاون الاجتماعي بين جيع أفراد الأمة مما يعود عليهم جميعًا
بالخير .

البلاغيات :

1- مؤمن – كربة : نكرتان للتقليل و الشمول والعموم -2- كرب : جمع
يوحي بكثرة متاعب الدنيا وحاجة الناس للتعاون 3- نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة : نتيجة لما قبله وتوحي بالثواب العظيم لمن يساعد
الغير ،4- كربة : نكرة للتهويل 5- كرب يوم القيامة : إضافة يوم القيامة إلى
كرب للتهويل وإغراء بمساعدة الغير 7- الدنيا – الآخرة : طباق 9- - يسر – معسر :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]